لم يستطع أحد أن يعترض طريق الفيل
فها هو أبرهة يزمع بسط نفوذه على جميع بلاد العرب
و بأسلحة غير تقليدية محرمة!!
..
حاول بعض العرب مقاومة العلج
معذرة إلى ربهم وإلى التاريخ..
إذ رأوا جهاده حقًّا عليهم
حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة
البيت الحرام
بناء الله..
..
لكن الجيش الغازي دكهم دكاً
وأسر سادتهم
وجعلهم عبرة لمن اعتبر
دون أدنى رحمة أو خوف من عاقبة..
فمن أشد من هذا الجيش قوة؟
..
وقال سيّدان من سادة العرب:
يا أيها الملك لا تقتلنا..
فإنّا دليلُك بأرض العرب..
وهذه أيدينا لك على قبائلنا بالسمع والطاعة..
فتَرَكهم من القتل ولكنه حبسهم في وثاق..
فإنه وإن كان رجلاً حليماً
إلا إنه رجل حازم أيضاً..
..
يا عبدالمطلب
إن أساطيل العدو قد أحاطت بالبلد الحرام
فكيف الخلاص وقد تعلم ما أصاب العرب من حولنا..
كيف يا كبير مكة وسيدها؟
كيف؟
ليس بأيدينا إلا أن نعرض على أبرهة ثلث أموال تهامة
على أن يرجع عنا ولا يهدم البيت..
فماذا أنت فاعل يا عبدالمطلب..؟
..
وقال أبرهة: ائتوني بسيدهم..
فلما جاءه عبدالمطلب قال له: قد رأيتَ ما فعلتُ بسادتكم
وإني جئتُ لهدم بيت دينكم
وإنه لن يمنعني منه شيء ولو افتديتم..
فهل لك من حاجة أيها السيد المهيب؟
قال عبدالمطلب: حاجتي إلى الملك أن يردّ عليّ مئتي بعير أصابها لي..
قال أبرهة:
أتكلمني في مئتي بعير
وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك؟!
قال له عبدالمطلب: إني أنا ربّ الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعُه..
قال أبرهة: ما كان ليُمنَع مني..
قال عبدالمطلب: فاردد إليّ إبلي إذن.
..
أهو الخوف يا عبدالمطلب؟
هل ضعُف دينُك يا ابن هاشم؟!
أهكذا تخذل بيت الله؟
ألم يكن أجدر بك أن تنافح حتى الموت
شهادة لله وللتاريخ؟
أهكذا تتخلى عن مسؤوليتك؟
كلا..
لم أتخلّ عن مسؤوليتي البتة
وإن ما قمتُ به هو عين المسؤولية..
إن مسؤوليتي هي حماية ما تحت يدي من الأحياء
مما أقدر على إنقاذه
وترك ما ليس لي به قوة لله القوي القهار..
وإنه لن يستعبدنا الأجنبي
مادامت فينا روح الحرية لله..
..
وهذا البناء -على شرفه وعظمه-
لو نُقِض حجراً حجراً
فإنه أهون على الله من أن يراق دمٌ أو أن يخضَع مؤمنٌ لجبار..
..
إن أبرهة وإن تمكن من هدم البيت
فإن البيت سيبقى ما بقي الإنسان الحر فينا
..
لا معنى لهدمهم ما دام البيت قائما بقلوبنا..
كما أنه لا معنى لقيام البيت إن نحن قتلنا الإنسان فينا ورضينا له العبودية
فإن الحجر يعوضه الحجر
ولا عوض للحر عن حريته
..
إن للإنسان حقوقاً هي أعظم من حق هذا البناء العظيم..
والكعبة إنما جعلها الله قياما للناس..
فالإنسان إذن هو بناء الله الأساس..
..
إنّا سنحمي قومنا وما نقدر على حمايته مما تحتنا من البهائم
والله سيتولى حمايتنا جميعاَ وحماية ما لا نقدر على حمايته من البيوت والزرع والشجر
..
وأمر عبد المطلب قومه بالخروج من مكة
والتحرّز في شَعَف الجبال والشعاب تخوّفاً عليهم..
ثم قام فأخذ بحلقة باب الكعبة
ومعه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه..
فها هو أبرهة يزمع بسط نفوذه على جميع بلاد العرب
و بأسلحة غير تقليدية محرمة!!
..
حاول بعض العرب مقاومة العلج
معذرة إلى ربهم وإلى التاريخ..
إذ رأوا جهاده حقًّا عليهم
حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة
البيت الحرام
بناء الله..
..
لكن الجيش الغازي دكهم دكاً
وأسر سادتهم
وجعلهم عبرة لمن اعتبر
دون أدنى رحمة أو خوف من عاقبة..
فمن أشد من هذا الجيش قوة؟
..
وقال سيّدان من سادة العرب:
يا أيها الملك لا تقتلنا..
فإنّا دليلُك بأرض العرب..
وهذه أيدينا لك على قبائلنا بالسمع والطاعة..
فتَرَكهم من القتل ولكنه حبسهم في وثاق..
فإنه وإن كان رجلاً حليماً
إلا إنه رجل حازم أيضاً..
..
يا عبدالمطلب
إن أساطيل العدو قد أحاطت بالبلد الحرام
فكيف الخلاص وقد تعلم ما أصاب العرب من حولنا..
كيف يا كبير مكة وسيدها؟
كيف؟
ليس بأيدينا إلا أن نعرض على أبرهة ثلث أموال تهامة
على أن يرجع عنا ولا يهدم البيت..
فماذا أنت فاعل يا عبدالمطلب..؟
..
وقال أبرهة: ائتوني بسيدهم..
فلما جاءه عبدالمطلب قال له: قد رأيتَ ما فعلتُ بسادتكم
وإني جئتُ لهدم بيت دينكم
وإنه لن يمنعني منه شيء ولو افتديتم..
فهل لك من حاجة أيها السيد المهيب؟
قال عبدالمطلب: حاجتي إلى الملك أن يردّ عليّ مئتي بعير أصابها لي..
قال أبرهة:
أتكلمني في مئتي بعير
وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك؟!
قال له عبدالمطلب: إني أنا ربّ الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعُه..
قال أبرهة: ما كان ليُمنَع مني..
قال عبدالمطلب: فاردد إليّ إبلي إذن.
..
أهو الخوف يا عبدالمطلب؟
هل ضعُف دينُك يا ابن هاشم؟!
أهكذا تخذل بيت الله؟
ألم يكن أجدر بك أن تنافح حتى الموت
شهادة لله وللتاريخ؟
أهكذا تتخلى عن مسؤوليتك؟
كلا..
لم أتخلّ عن مسؤوليتي البتة
وإن ما قمتُ به هو عين المسؤولية..
إن مسؤوليتي هي حماية ما تحت يدي من الأحياء
مما أقدر على إنقاذه
وترك ما ليس لي به قوة لله القوي القهار..
وإنه لن يستعبدنا الأجنبي
مادامت فينا روح الحرية لله..
..
وهذا البناء -على شرفه وعظمه-
لو نُقِض حجراً حجراً
فإنه أهون على الله من أن يراق دمٌ أو أن يخضَع مؤمنٌ لجبار..
..
إن أبرهة وإن تمكن من هدم البيت
فإن البيت سيبقى ما بقي الإنسان الحر فينا
..
لا معنى لهدمهم ما دام البيت قائما بقلوبنا..
كما أنه لا معنى لقيام البيت إن نحن قتلنا الإنسان فينا ورضينا له العبودية
فإن الحجر يعوضه الحجر
ولا عوض للحر عن حريته
..
إن للإنسان حقوقاً هي أعظم من حق هذا البناء العظيم..
والكعبة إنما جعلها الله قياما للناس..
فالإنسان إذن هو بناء الله الأساس..
..
إنّا سنحمي قومنا وما نقدر على حمايته مما تحتنا من البهائم
والله سيتولى حمايتنا جميعاَ وحماية ما لا نقدر على حمايته من البيوت والزرع والشجر
..
وأمر عبد المطلب قومه بالخروج من مكة
والتحرّز في شَعَف الجبال والشعاب تخوّفاً عليهم..
ثم قام فأخذ بحلقة باب الكعبة
ومعه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه..