الاثنين، 27 ديسمبر 2010

عام الفيل/ألفين

لم يستطع أحد أن يعترض طريق الفيل
فها هو أبرهة يزمع بسط نفوذه على جميع بلاد العرب
و بأسلحة غير تقليدية محرمة!!
..
حاول بعض العرب مقاومة العلج
معذرة إلى ربهم وإلى التاريخ..
إذ رأوا جهاده حقًّا عليهم
حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة
البيت الحرام
بناء الله..
..
لكن الجيش الغازي دكهم دكاً
وأسر سادتهم
وجعلهم عبرة لمن اعتبر
دون أدنى رحمة أو خوف من عاقبة..
فمن أشد من هذا الجيش قوة؟
..
وقال سيّدان من سادة العرب:
يا أيها الملك لا تقتلنا..
فإنّا دليلُك بأرض العرب..
وهذه أيدينا لك على قبائلنا بالسمع والطاعة..
فتَرَكهم من القتل ولكنه حبسهم في وثاق..
فإنه وإن كان رجلاً حليماً
إلا إنه رجل حازم أيضاً..
..
يا عبدالمطلب
إن أساطيل العدو قد أحاطت بالبلد الحرام
فكيف الخلاص وقد تعلم ما أصاب العرب من حولنا..
كيف يا كبير مكة وسيدها؟
كيف؟
ليس بأيدينا إلا أن نعرض على أبرهة ثلث أموال تهامة
على أن يرجع عنا ولا يهدم البيت..
فماذا أنت فاعل يا عبدالمطلب..؟
..
وقال أبرهة: ائتوني بسيدهم..
فلما جاءه عبدالمطلب قال له: قد رأيتَ ما فعلتُ بسادتكم
وإني جئتُ لهدم بيت دينكم
وإنه لن يمنعني منه شيء ولو افتديتم..
فهل لك من حاجة أيها السيد المهيب؟
قال عبدالمطلب: حاجتي إلى الملك أن يردّ عليّ مئتي بعير أصابها لي..
قال أبرهة:
أتكلمني في مئتي بعير
وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك؟!
قال له عبدالمطلب: إني أنا ربّ الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعُه..
قال أبرهة: ما كان ليُمنَع مني..
قال عبدالمطلب: فاردد إليّ إبلي إذن.
..
أهو الخوف يا عبدالمطلب؟
هل ضعُف دينُك يا ابن هاشم؟!
أهكذا تخذل بيت الله؟
ألم يكن أجدر بك أن تنافح حتى الموت
شهادة لله وللتاريخ؟
 أهكذا تتخلى عن مسؤوليتك؟
كلا..
لم أتخلّ عن مسؤوليتي البتة
وإن ما قمتُ به هو عين المسؤولية..
إن مسؤوليتي هي حماية ما تحت يدي من الأحياء
مما أقدر على إنقاذه
وترك ما ليس لي به قوة لله القوي القهار..
وإنه لن يستعبدنا الأجنبي
مادامت فينا روح الحرية لله..
..
وهذا البناء -على شرفه وعظمه-
لو نُقِض حجراً حجراً
فإنه أهون على الله من أن يراق دمٌ أو أن يخضَع مؤمنٌ لجبار..
..
إن أبرهة وإن تمكن من هدم البيت
فإن البيت سيبقى ما بقي الإنسان الحر فينا
..
لا معنى لهدمهم ما دام البيت قائما بقلوبنا..
كما أنه لا معنى لقيام البيت إن نحن قتلنا الإنسان فينا ورضينا له العبودية
فإن الحجر يعوضه الحجر
ولا عوض للحر عن حريته
..
إن للإنسان حقوقاً هي أعظم من حق هذا البناء العظيم..
والكعبة إنما جعلها الله قياما للناس..
 فالإنسان إذن هو بناء الله الأساس..
..
إنّا سنحمي قومنا وما نقدر على حمايته مما تحتنا من البهائم
والله سيتولى حمايتنا جميعاَ وحماية ما لا نقدر على حمايته من البيوت والزرع والشجر
..
وأمر عبد المطلب قومه بالخروج من مكة
والتحرّز في شَعَف الجبال والشعاب تخوّفاً عليهم..
ثم قام فأخذ بحلقة باب الكعبة
ومعه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه..

السبت، 25 ديسمبر 2010

فتنة الحرية لله..

لقد محضته أمه النصح
لكنه لم يستجب..!
..
يا مصعب بن عمير لقد كنت حديث حسان مكة
ولؤلؤة ندواتها ومجالسها..
..
إن أمه كانت أعلم بطرق العيش المخملي الكريم..
وقد نصحته بخلاصة تجربتها
بأن الحياة الناعمة تحتاج قدراً من الذكاء الاجتماعي
وإن سماه أهل الفضائل نفاقاً وجشعاً وظلماً..
..
لقد فرطتَ في العيش الرغيد
واتبعت عنادك
فماذا وجدت؟!
هل كوفئت على اختيارك إلا شظف العيش
والفاقة والملبس الخشن..!
ثم لا يجد لك صاحبك عند مقتلك إلا أن يقول:
غطوا رأسه واجعلوا على رجليه من الأذخر!
ماذا وجدت؟!
لقد مضيت ولم تأكل من أجرك في دنياك شيئاً..
لِمَ لَم تسمع النصح؟
أكنت تشك في صدق أمك وإخلاصها لك؟
كلا..
ولكني فُتنت بالحرية لله
وآمنت بالعدل والمساواة 
وكنت مخلصاً لمبادئي
فلا أمتنع من القول والفعل السديدين
ولو كان ثمن ذلك هو الإضرار بمصالحي الشخصية..
*
رحمك الله يا مصعب
فأنت بحق أحد الآباء المؤسسين لهذا الصرح العظيم
بدمائهم وأموالهم وأنفسهم..

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

في طبيعة النص..

أبرأ إلى الله
من تقمص ما ليس لي بحق..
فإن المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور..
ما هي إلا أفكار القرآن
أهضمها كهضمنا للطعام
لتستفيد جسومنا وأحلامنا من دقائق فوائده..
دون أن أتعرض للجوهر بتغيير..
*
إن أفكار القرآن قوية عظيمة..
لا يحملها إلا قالب لغوي رفيع..
وأحيانا كثيرة لا يقوى على حملها إلا الصيغة نفسها التي قضاها الله..
فلا لوم عليّ إذن إذا حاولت أن أستنفر جميع قواي اللغوية
مستعينا بالله
لكي تتماهى مع النص الرفيع..
*
لست أعارض القرآن
معاذ الله
كلا.. ولا جئت بمثله وما ينبغي لي
ولا أستطيع..
إن هو إلا القرآن نفسه..
يعضد بعضه بعضا
كي نعي حقيقة ما يقول..
وإنه لكتاب عزيز
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..
تنزيل من حكيم حميد..

الخميس، 16 ديسمبر 2010

في المنكر

متى يحق الهلاك على الأمة يا وريث الأنبياء؟
-إذا كثر الخبث..
-حتى لو كان فينا صالحون؟
-لو كان فيكم صالحون لما كثر الخبث.
-بلى.. إن فينا فلانا وفلانا وفلانا..
-كلا.. إنهم ليسوا صالحين..
-كيف وهم يقتدون بالسنة ويقيمون حدود الله و ينهون عن المنكر؟
-كلا.. إنهم لا ينهون عن المنكر حقيقة..
ونهيهم عن بعض المنكر وإعراضهم عن بعض
هو سبب حلول الهلاك..
-كيف ذلك أيها العالم الجليل؟
-إنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه،
وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد..
-وما أمارة الهلاك يا خليفة رسول الله؟
-الطبقية..
مادام فيكم أمام العقاب شريف وضعيف
 فإنكم لا محالة هالكون..
-كيف ننجو ونكون خير أمة إذن؟
إذا أمرتم بالمعروف حقا..
ونهيتم عن المنكر حقا..
لا تفرقون في ذلك بين شريف وضعيف..
وآمنتم بالله حقا..
كنتم خير أمة..
وأنتم حينئذ مهتدون.
-هل يضرنا كيد أعدائنا إذ ذاك؟
-كلا.. إنكم إذا اهتديتم فإنه لا يضركم كيد الكائدين.
لا يضركم من ضل إذا اهتديتم..

في الاقتداء بالقصد..

إن من الفقه يا أولي الألباب
الاقتداء بلب أفعال النبي الكريم
وليس استنساخها عنه.. صلى الله عليه وسلم..
فإن في التقليد الأعمى عمىً..
..
فإذا بلغك أن النبي أوصى بالسواك مثلاً..
فلا تسأل عن كنه العود الذي شاص النبي به فاه لتقلده في ذلك فتكون من المفلحين..
كلا..
ولكن ابحث عن مقصد النبي الكريم عليه السلام..
ما القصد من السواك؟
-مطهرة للفم.. مرضاة للرب..
إذن أيها اللبيب
اقتد بهدي نبيك الكريم في تطهير الفم وإرضاء الرب..
بأي مطهر أتيح لك
ولا تمتنع عن إرضاء ربك
ولو بفرشاة و معجون
فإن في ذلك تحقيق بالغ للمقصد العظيم..
*
كذلك إن بلغك أن النبي لبس ملابس عديدة
جاءت من بلاد اليمن والروم ومصر..
فإن من السفه أن تبحث في عصرنا الحالي
عن حبرة أو مستقة من سندس أو قباطي..
ولكن العقل والحكمة البحث عن القصد..
ما القصد أيها النبي الكريم؟
إن القصد هو التوسعة على عباد الله في الملبس..
فلا مانع يا عبدالله مع تقواك وحسن خلقك أن تلبس اللبس الأجنبي
لا غضاضة في ذلك البتة
بل أنت مقتد بهدي نبيك عليك وعليه السلام..

الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

التهيئة لعمل الله..

صنع الله الذي أتقن كل شيء..
صبغة الله
أو
صنعة الله
ومن أحسن من الله صنعة؟
-لا أحد..
..
لا غنى لنا عن العناية الإلهية.. ألبتة
فكيف يعتني الله بنا؟
كيف تأتي البركات والكرامات والفتوحات والمعجزات؟
أيكون ذلك بالمكوث الطويل في المعتكفات
والانقطاع عن الحياة؟
والإكثار من الصلوات والحج والعبادات؟
-كلا
إن الله لم يخلق الحياة ليبلونا أينا أكثر عملاً
بل ليبلونا أينا أحسن عملاً.
..
ما هو العمل الحسن إذن؟
عمل ما ينبغي عمله في الزمان والمكان المعينين؟
-ربما..
بذل الوسع؟ كلٌ بحسبه؟
-ربما أيضا..
لكن الأهم من هذا هو
متى يحوطنا الله برعايته؟
هل عناية الله خاصة بالمؤمنين؟
-إنها ليست كذلك..
يسائل الله تعالى الناس كافة
فيقول في كتابه العزيز:
أفرأيتم ما تحرثون..
أأنتم تزرعونه؟ أم نحن الزارعون؟
لو نشاء جعلناه حطاماً...
..
نحن الزارعون..؟
هل لو لم يزرع الناس حقولهم
هل سيُنزل الله من السماء ما يحرث الارض ويبذرها؟
-كلا..
إذن.. متى يزرع الله؟
-إذا زرعنا..
عندما نزرع يزرع الله..
ماذا يعمل الله لزرعنا عندما يزرعه لنا؟
-يحفظه من الآفات وينبته نباتا حسنا..
هل الإيمان والصلاة شرطان للعناية الإلهية؟
-لا يبدو الأمر كذلك..
فإن الله يخاطب الناس عموما
والمؤمن والكافر كلاهما يمارس الزراعة
وتتعرض محاصيلهما للمخاطر..
ما الذي تطلبته زراعة الله لزرعنا؟
-العمل فقط
الأخذ بالسبب..
فعل الزراعة يهيء لزرعنا أن يرعاه الله.
..
ماذا لو لم نزرع واكتفينا بالعبادة؟!
-سنظل نستورد المحاصيل من الدول الزارعة
التي زرعت
فزرع الله زرعها وبارك فيه..
*
حتى لو كان المرء نبيا من الأنبياء
فإن الله لا يرمي ما لم يرمِ النبي عن نفسه
حينئذ يرمي الله رميته..
وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى..
*
هكذا يخلق الله خلقه من خلالكم أيها الناس..
فالله خلقكم وما تعملون..
نعم..
إن الله يُعمِل عمل العامل حينما يعمل..
فهل أنتم عاملون؟

عمل الله..

من موروثات الجاهلية قول:
أنطعم من لو يشاء الله أطعمه؟!..
قس عليها:
أنصلح ما لو يشاء الله أصلحه؟!
هذا المنطق مرفوض في القرآن..
..
إن الله لا يطعم  الناس مطراً ينزله من السماء..
لا ينزل من السماء سوى الماء..
كيف يطعمهم إذن؟
-يعملون فيأكلون..
ومن لم يجد لعجز أو إعالة أو خرق أو غير ذلك..
 فإن له في مال الغني نصيبا مفروضا..
لا يخرجه الله بنفسه
ولكن نحن نخرجه من أموال الأغنياء بأمر الله..
*
وإذا رأيت بلاد الكفر آخذة بأسباب النجاح
وبلاد المسلمين في فساد وبغي
يرتقبون الفرج بالأماني..
فقل لهم:
إن الله لا يصلح الأمور بمطر من السماء..
ولكن أنتم تصلحون الأمور بأمر الله..
..
إن الله يفعل قضاءه بأمره لنا..
لذلك حج الرجل الحكيم ذلك اللص المخادع
الذي قال: إنما سرقت بتقدير الله..!
قال له عمر: فنحن نقيم عليك الحد بتقدير الله أيضا..
لو لم يُقِم عمر الحد على اللص؛ فإن الله لن يقيمه بمطر يمطره من السماء..
السماء لا تمطر
لا ذهبا ولا فضة ولا إصلاحا ولا عقابا على مفسد..
لا تمطر سوى الماء..
رحم الله الفقيه الحكيم عمر.

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

في الاختيار.. النظرية والتطبيق

المرء في القرآن
مسؤول، ومستقل، وفرد..
مسؤول عن اختياره:
جعل الله له عينين، ولساناً، وشفتين، وهداه النجدين
وأبقى له اقتحام العقبة: وهي مسؤولية الاختيار والعمل..
*
المرء في القرآن مستقل:
فلا تزر وازرة وزر أخرى..
وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه..
وكل من اتبع سبيل النبي يجب أن يكون على بصيرة من دينه
فهذه سبيلي.. على بصيرة أنا ومن اتبعني
نحن والنبي سواء..
إذ إن طاعة الأحبار والرهبان - دون وعي أو بصيرة - شرك وكفر!
حتى المسيح ابن مريم!
فإنهم ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا
لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون
*
 المرء في القرآن فرد:
فكلهم آتيه يوم القيامة فردا
ولقد جئتمونا فرادى..
فكما لن تغن عنه جماعته شيئا
كذلك أيضا لن يعفى عنه فسادُه المرتكب تحت ضغط  الجماعة
حتى لو اعتذر المرء بأن هؤلاء أضلونا فزدهم عذابا ضعفا في النار...
فإنه لكلٍ ضعف.. ولكن لا تعلمون..!

أهل الكتاب العزيز..

يكثر القرآن نقد أهل الدين..
وأهل الدين إبان نزوله كانوا إما أهل كتاب (توراة وإنجيل)
أو مشركين وثنيين (لا كتاب لهم
 ولكنهم وجدوا آباءهم على طريقة فسلكوها)..
..
هذا النقد علاج موضعي
لا يعمم على سائر الجسد..
فنجد القرآن يكثر ساعة النقد من كلمة:
"ومنهم" بمعنى: وبعضهم
ويشدد أحيانا أخرى على أنهم "ليسوا سواء"..
..
هذا وإن النقد حالة صحية
لكل زمان ومكان..
وإن من الحكمة الضرورية في آننا ومكاننا هذا نقد أهل الدين..
ومنهم:
أهل الكتاب العزيز (القرآن)
وأهل التقليد (الموروث الآبائي)
مستعينين بالله تعالى
مستمدين نهجنا من القرآن العظيم
في كشف مواطن الخلل في شجرة الفكر الديني
التي تمد فروعها
لتمس جميع جوانب الحياة
على المستوى الفردي
وعلى مستوى الجماعة أيضا..

الاثنين، 13 ديسمبر 2010

في الاختيار.. عبد الله..

عبدالله رجل مؤمن مسؤول..
يؤمن بأن الله يكلف كل نفس وسعها و ما آتاها..
ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها..
ماذا أعطاك الله يا عبدالله؟
عقلاً؟ أنت إذن مكلف باستخدام عقلك..
علاقات؟ أنت مكلف بتفعيل علاقاتك..
لساناً؟ عيوناً؟ آذاناً؟ أنت مكلف بالبحث سؤالاً وقراءة ومشورة..
..
-ماذا عن الاستخارة يا عبدالله؟ ألست مؤمناُ؟ قال بلى..
ولكني أفهم من كلام نبيي أن لا صلاة لمحتار..
إنما الصلاة لمن اختار..
-هل قال ذلك أحد من "أهل الكتاب العزيز" يا عبدالله؟
-لا يهمني ما يقول أهل الكتاب العزيز بل يهمني ما يقول الكتاب العزيز نفسه..
-وماذا يقول الكتاب العزيز؟
-يقول بأني مكلف ومسؤول..
ويقول من جاء بالكتاب العزيز (صلى الله عليه وسلم):
إذا همّ أحدكم بالأمر فليصلي ركعتين..
إذا همّ..
تهمّ أولا ثم تصلي..
-وما فائدة صلاتك وأنت قد حسمت الأمر؟
-فائدتها تعبدية.. تزيدني توكلا على الله.. هكذا قال الله:
فإذا عزمت فتوكل على الله..
*
بعد دراسة وتحرٍ واستشارة ثم استخارة..
اختار عبدالله  التخصص المناسب له.. الذي يحبه ويهواه ويقدر عليه..
فأبدع وأنتج..
وصار عالما من علماء المسلمين..
ومستشاراً
في تخصصه الذي أحب
 ينصح لأئمة المسلمين وعامتهم..
والدين النصيحة..

في الاختيار.. عبد الفوضى..

لا يدري عبدالفوضى أي طريق يختار..!
ليست لديه مبادئ التفكير الحر السليم..
ولا من ذويه رجلٌ ناصح ذو اختصاص يستشيره..
و بالرغم من أن الله لم يخلقه مختلا.. بل كامل العقل..
وأن البلد لا يخلو من ذوي الاختصاص..
إلا أن البلادة الكامنة فيه والضالين من أهل الكتاب العزيز
قد حالوا دون عقله أن يقرأ
ودون علاقاته أن تسمح له بالوصول لمن يمكن استشارته
فقد احتكر أهل الكتاب العزيز الفكر والقضاء والتوقيع عن الله بلا وعي
فطالت فتاوى التحريم والتجريم كل شيء وكل شخص في البلد
حتى صار الجميع مجرمون إلا ما زكي من قبلهم
وصار كل جديد محرم إلا ما أبيح من قبلهم
..
يا أهل الكتاب العزيز لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق..
..
المسكين عبدالفوضى احتار بين طريقين..
بين تخصصين في الجامعة
فهرع يصلي صلاة الاستخارة!
يكررها ويتحرى صيغة الدعاء المناسبة لقضيته..
وانتظر قلبه (لا عقله) ليدله على تخصص المستقبل
ولكن قلبه لم يطمئن لأي منهما حتى فات التسجيل
فاضطر أن يدخل الجامعة من باب المخلفين في الفصل الدراسي الثاني
ليسجل في أي تخصص يقبل به
حسب المقاعد المتاحة
فكان تخصصا بغيضا إلى قلبه لا يلائم مواهبه وقدراته
ولكنه حاول ألا يمتعظ على كثرة ما تعثر..
فإنه قد استخار
وويل لمن يكفر ويعترض على الأقدار..!!

عبد الله وعبد الطبيعة

خلق الله الطبيعة وأودعها سننها ونواميسها..
وأحكم خلقها كأحسن ما يحكم الصانع صنعته..
وجبلها على أن تخبط خبط عشواء..
فهي على ما جبلت عليه مدى الدهر..
لا تراعي أحداً ولا تشفق ولا ترحم ولا تعدل..
*
وأنزل الله الكتاب والميزان
ليقوم الناس بالقسط..
ولكيلا يعبدوا طبائعهم..
*
كتاب الله: العدل والإحسان..
وطبيعة الإنسان: الجشع والطمع اللذان يقودانه
للمنكر والبغي..
*
فإذا رأيت الميزان مختلاً،
والقسط غائباً؛
فلا تعلّق الأمر بالقدر وقسمة الأرزاق..
فإن الله لا يأمر بالفحشاء..
ولا تتهم الطبيعة..
فإنه لا عقل ولا دين لها..
ولكن
اتهم الإنسان
إنه كان ظلوماً جهولاً..