الأحد، 23 يناير 2011

العلم والعمل..

ما كان ينطق عن الهوى..
لم يكن يهذي،
ولا يحلم،
ولا يجرب،
وما كانت تتحكم في منطقه العواطف..
بل كان أكثر الناس استشارة لأصحابه
يفكر ألف مرة قبل اتخاذ القرار
ليكون على بصيرة حين يعمل ويدعو..
ويتكلف ما آتاه الله من الحكمة والعقل والخلق الكريم..
ويعدل عن رأيه إن تبين له أمر أصوب وأحكم..
وربما اتخذ القرار غيره ممن له علم ودراية..
عليه سلام الله وصلواته..

الاثنين، 17 يناير 2011

في الخطيئة..

أيها الشاب المؤمن
لا تخش الخطيئة إن ألممت بها
ولا يمنعك خوف الوقوع في الإثم عن المضي في طريقك..
لا تهجر الناس
ولا تحجم عن الضرب في الأرض مخافة التعرض للذنب..
فإنك بخير ما دمت تستغفر وتتوب..
*
إن الوقوع في الخطيئة ثم التوبة منها
هي سنة أبينا آدم..
وهي طبيعة الإنسان الصالح
يخطئ ثم يتوب..
يغالب الخطيئة
وما هو بغالبها..
ولكنها -أيضاً- لا تتغلب عليه..!
*
لا تستسلم للإثم..
فإن من غلبته خطيئته فاستسلم لها وأحاطت به؛
أطاحت به..
ومن ترك التوبة من الذنب
كان كمثل الشيطان
لما وقع في الكِبْر أصرّ عليه..!
*
ولا تظن أن التحرز من الخطايا
والبعد عن الناس
وترك العمل للحياة
سيجعلك ملاكاً..
كلا..
فإن قوماً أشفقوا من الذنوب فقيل لهم:
إنكم لو لم تخطئوا لذهب الله بكم!
..
فالخطيئة إذن سبب للبقاء..
*
مهما تكرر منك الخطأ
أو استمر معك
فأنت على خير ما دمت مستمراً على الاستغفار..
وتأمل الفعل المضارع الذي يدل على الاستمرار
في قول النبي الكريم:
"لولم تخطئوا؛
لأتى بقوم يخطئون، فيستغفرون، فيغفر لهم.."
تتكرر الخطيئة
فتتكرر التوبة
فيتكرر فضل الله..
*
وإن من الاستغفار العملُ الصالح بعد الذنب..
إذ إن الحسنات يذهبن السيئات
فالاستغفار بالعمل
أبلغ من الاستغفار بالقول..
..
لذلك فإن الخطيئة بركة على المؤمن
تحضه على أن يحسن عمله
كي يعوض نقصه وتقصيره..
*
كذلك فإن التواصي بالعمل الصالح وإتيانه..
والتناهي عن الخطايا وانتقادها..
وهو سر تفوق الأمم..
 *
لا بأس بالخطيئة أيها المؤمن..
فإنها للتائب بركة
وللناهي خير..
وللمستغفر خلود..

السبت، 8 يناير 2011

في التمسك بأساس الدين..

مثل المؤمن في مرونته..
وحركته..
 وعدم انقلابه عن أساسه..
كمثل الزرع اللين المتشبث بأصله..
تحركه الرياح فيتحرك فرعه..
يميل هنا وهناك؛
ولكن أصله ثابت..

ومهما تكن شدة الرياح؛
فإنه ينحني معها ثم يعود لاستقامته..!
شجرة طيبة..
أصلها ثابت وفرعها في السماء..
..
ومثل الجاهل في جموده وشدته في رأيه
كمثل الشجرة الضخمة القوية
المستقيمة
لا تستجيب للرياح
ولا تتحرك ولا تميل..!
حتى إذا جاءتها ريح عاصف
كانت فروعها سبباً في
اجتثاث أصلها
لتُقلب قلبة واحدة
فتلتصق بالأرض
لتأكلها الآكلة..!

شجرة خبيثة..
اجتثت من فوق الأرض..
ما لها من قرار..
**
المؤمن يتشبث بالأصل
ويتحرك في كل اتجاه..
حسب اتجاه رياح الحياة..
..
والجاهل يجعل قوته في التمسك بالفروع
يجاهد بها رياح الحياة..!
حتى إذا جاءه ما لا قبل له بدفعه
انكسر راغماً
انكساراً لا استقامة بعده..

الخميس، 6 يناير 2011

في الراحة..

لا راحة لنفس مؤمنة..
والمؤمن لا يزال يكافح ويجاهد مدى الحياة..
..
قد تميل النفس المؤمنة مع ضغوط الحياة..
ولكنها لا تلبث حتى تعود فتعتدل..
ليست كالورقة تقلبها الريح كيفما شاءت..
كلا.. ولكن كسنبلة أصلها ثابت.. وفرعها في السماء..
تحنيها الرياح ولا تقصمها..
ثم تعود لاستقامتها متى سكنت الرياح..
..
هي نفس لوامة..
يعذبها ضميرها الحي..
فلا تفتر في طلب الحقيقة
مهما عانت أو تعثرت..
يحدوها قول النبي الكريم:
الحكمة ضالة المؤمن..
..
ولأن الحكمة والمعرفة لا تأتي إلا ببحث دائب واستقراء
فإن النفس المؤمنة كثيراً ما تجول في ردهاتها التساؤلات..
لا تكفيها إجابات الآباء والأسلاف
-التي تورّث جيلا بعد جيل ولا يقين عن صحتها..!-
..
إنها مؤمنة.. والمؤمن يجب أن يكون على بصيرة
لكي يدرك اليقين..
..
وإن من التساؤلات ما لئن يخرّ المرء من السماء أحب إليه من أن يتكلم به..
إلا أن ذلك
صريح الإيمان..
إنه التساؤل.. وليس التسليم الأعمى..