الخميس، 3 مارس 2011

في معنى الفتنة..

الفتنة تنام عندما يسود العدل
وتستيقظ عندما يتفشى الظلم..
..
والفَتْن هو الإحراق.
فإذا تسبب الظلم في إحراق القلوب
أو إحراق الأجساد
أو إحراق ممتلكات الناس
أو أيا كان شكل الإحراق..
فتلكم الفتنة..
..
قد يباشر المظلوم الحرق بنفسه
لشدة ما وقع عليه من الظلم..
فيكون مسيئاً
ولكن الله يلتمس للمظلوم العذر..
ويلقي باللوم على الذين يظلمون الناس..
ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل..
إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق
أولئك لهم عذاب أليم
..
ولا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم (فهو معذور)..
والقول قد يشمل الكلام والفعل..
ففي حديث التيمم: إنما كان يكفيك أن تقول بيدك هكذا
أي أن تفعل بيدك هكذا..
..
لكن القرآن يحض المؤمنين -مع ذلك- على أن يتقوا الله
فيتكلموا ويفعلوا الأمر السديد..
فذانك طريقا النجاح في الحياة..
اتقوا الله وقولوا قولا سديداً..
يصلح لكم أعمالكم (في الدنيا)..
و(في الآخرة): يغفر لكم ذنوبكم..
..
لقد أنزل الله الكتاب والميزان
ليقوم الناس بالقسط..
فالقيام بالقسط أمر لا ينزل من السماء..
ولكنه أمانة حُمّلها الإنسان الظلوم المعتدي بطبعه
لكي يضبط طبيعته..
..
من أجل ذلك ليس يغني المؤمن في رفع الظلم عن نفسه
مجرد الالتجاء إلى الله والدعاء
والصبر السلبي القاتل..!
بل عليه مع الصبر الحسن والدعاء الطيب
أن يعمل وأن يتكلم 
ولو بعمل القلب وكلامه..
..
فإنه لا يزال يظهر في الناس خلوف
لا يأخذون بسنة النبي وحوارييه..
فيقولون ما لا يفعلون
ولا يفعلون ما يؤمرون من العدل والقسط بين الناس..
فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن 
ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن
ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن
وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق